للضلع ثأر
عقدت العزم على الرحيل إليه, تاركاً كل ما وهبني لديه, والروح تسمو للعلى وإن سمت فتحت نعليه...
وجلست... في ليل باهم حالك أرنو للسماء, أنظر لنجوم علت ومنها خفاء, مُدَمْدِمةً باكية كلها ولاء, ففاضت الدموع, وناجى القلب سر حيدر مقدماً أسمى العزاء, لمصيبة سالت لها الدموع دماء, لكسر ضلع فاطمة الزهراء...
أيا علي... يا من دمت لله ولي... أخبرني عن حديثك مع الحوراء, أخبرني عن زينب روحي لها الفداء... وكأني أراها قد أقدمت إليك, قبّلت يديك, مسحت بكفها الصغير مدامع عينيك, وصوتها الرقيق قد غزا أذنيك:
" أبتاه... أنا يتيمة فاطمة فخذني اليك"...
فتجلسها في حجرك الطهور, تنظر إليها بعين الرحمة, تحتضنها والشوق يلهب في الصدور, فترمقك بطرف كسير ليتيم جارت عليه الدهور...
وتنادي:
أبة يا علي... كيف لحدت أمي فاطمة؟...
أبة يا علي... على أي جنب وضعتها؟
أبة يا علي... على أي خدّ وسّدتها؟ أيميناً أم يساراً فالألم هدّها!...
لا تقل يميناً, فقد احترق وجهها... ولا تقل يساراً, فقد احمرّت عينها...
أبة يا علي... على أي جنب وسّدتها؟...
أعلى الجنب الذي اسودّ من ضرب اللعين متنها؟...
أم على الجنب الذي كسروا فيه ضلعها؟...
أبة يا علي...
لمّا حملتها... هل إلى صدرك ضممتها؟ هل سمعت من الصدر أنيناً لها, أم سمعت آهاً من تهشيم ضلعها...
وكيف لا...
وقد مُزّقت أحشاء لها, فكان للمسمار مأوى في صدرها...
أيا علي...
من لليتيم حتى يكبر وكلنا أيتام الزهراء
من للواله حتى يصبر وقد سالت الدموع دماء
يا من عجبت من صبرك ملائكة السماء...
يا من حارت فيك ألبابٌ فقضت ظماء
أوتطلب منّا الصبر... وقد تأوّهت بآهات العشق وشكواك تعلو لربّ السماء, قلّ عن صفيّتك صبري يا رسول الله...
أيا علي...
إليك نرفع العزاء فالحزن عاد... وآيات الفرح تعلو بشفاه نواصبَ أوغاد, عقدوا العزم على بغضك, فكسروا قلبك بمصاب الزهراء.
مولاي يا علي...
يا مولى كل موالٍ, ويا فخر كل مغالٍ ويا نبض القلب العلوي النجفي, ويا سر السر الأزلي السرمدي...
فليعلموا أن لهذا الضلع ثار, وأن قلوب شيعتك تلهب بالنار, فويلكم منّا حين الملتقى, وحتى ذاك الحين حذار فحذار... من عشاق حيدر وذي الفقار
No hay comentarios:
Publicar un comentario